العشاء الربَّانيّ / Agapé ـــ وليمة محبة وشركة.

كيف يمكن لنمط ممارسة العشاء الربَّانيّ لدى الكنيسة الأولى أن يُثري المرات التي تحتفل فيها بعشاء الرب لديك؟ لتفكِّر في جعل وليمة المحبة Agapé جزءًا لا يتجزأ من هذه الممارسة. احتفلت كنيسة القرن الأول بالعشاء الربَّانيّ بالتزامن مع وليمة المحبة. وكانت هذه الوجبة المقدسة تمثِّل وقتًا رائًعا للبنيان من خلال الشركة والتذكِرة الحية بوعد يسوع أن يعود ويأكل معنا مرةً أخرى.

 

الأهداف

تشير عناصر شركة التناول إلى استرجاع ذكرى موت يسوع على الصليب لدفع ثمن الخطية. وتضيف وليمة المحبة نظرة إلى الأمام. عندما يُحتَفَل به باعتباره وليمة في جوِّ عُرْسٍ بهيج، فإن العشاء الربَّانيّ يكون بمثابة تمثيلٍ لعَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ. إنه تذكير منتظم بوعد يسوع بالعودة وبأن يأكله معنا. ومن الفوائد الرئيسية لاحتفال العشاء الربَّانيّ كوليمة مقدسة هو الشركة والتشجيع اللذان يختبرهما كل عضو من أعضاء جسد المسيح.  إن وجبة الشركة المتأنية الهادئة مع عائلة الله هي وسيلة هامة للغاية لبنيان الكنيسة، فهي تبني الجماعة وتوطِّد علاقات المحبة.

 

البرهان

كانت وليمة الفصح هي افتتاحيةُ أول عشاءٍ ربَّانيّ. حيث اتَّكأ يسوع وتلاميذه حول مائدة تمتلئ بطعام وفير (الخروج 12، التثنية 16).

أثناء تناول وليمة الفصح (“وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ” متى 26: 26)، أخذ يسوع رغيفًا وشبَّهه بجسده. ثم، “بَعْدَ الْعَشَاءِ” (لوقا 22: 20)، أخذ الكأس وشبَّهه بدمه، الذي كان سرعان ما سيسفك من أجل الخطية.

التوقيت هنا له أهمية قصوى. تم تقديم الخبز والخمر في العشاء الربَّانيّ في سياق وجبة فعلية. وكما هو الحال مع عيد الفصح، فَهِم الاثنا عشر تلميذًا أن الخبز والخمر في عشاء الرب هما أيضًا جزءٌ من وجبة فعلية. كلمة “العشاء” في اليونانية، δειπνέω  دييبنيو، تعني عشاءً أو وليمة، وجبة المساء الرئيسية.[1] يمكن القول إنها لا تشير أبدًا إلى أي شيء أقل من وجبة كاملة. إن استخدام كُتَّاب العهد الجديد لهذه الكلمة كإشارة إلى “عشاء” الرب يرجِّح أنهم فهموا أنها تمثِّل وجبة كاملة.

في العشاء الأخير، وعد يسوع تلاميذه أنهم سيأكلون ويشربون في الملكوت الآتي: “وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي” (لوقا 22: 29-30). كان اليهود في القرن الأول يفكِّرون في السماء كوقت للاتِّكاء والاحتفال على مائدة المسيح. على سبيل المثال، قال أحد قادة اليهود ذات مرة ليسوع: “طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ” (لو 14: 15). تكلم يسوع نفسه عن أولئك الذين سوف “يتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ” (مت 8: 11). [[2]]

وصف إشعياء عيد الملكوت الآتي بهذه الطريقة: “وَيَصْنَعُ رَبُّ الْجُنُودِ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ فِي هذَا الْجَبَلِ وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ، سَمَائِنَ مُمِخَّةٍ، دَرْدِيّ مُصَفًّى… يَبْلَعُ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ، وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ.” (إشعياء ​​25: 6-8) ويصف سفر الرؤيا الزمن المستقبلي للاحتفال على وليمة عُرْس الحمل (رؤيا 19: 9).

احتفلت الكنيسة الأولى بالعشاء الربَّانيّ كوجبة حقيقية جنبًا إلى جنب مع الخبز والخمر. من المهم أن نقدِّر السبب الكامن وراء كون العشاء الربَّانيّ وجبة فعلية في الأصل. فهو صورة وتنبؤ بما سنفعله عندما يعود يسوع ليتناوله معنا مرة أخرى. ما هي أفضل طريقة لتمثيل وليمة عُرْس الخروف اللهمَّ بوجبة تظهر كُلًّا من الإثارة، الشركة، والمحبة التي ستحظى بها الوليمة السماوية؟

المعالجة الأكثر شمولًا عن العشاء الربَّانيّ توجد في كورنثوس الأولى 10-11. احتفلت الكنيسة في كورنثوس بالعشاء الربَّانيّ كوجبة فعلية على نحو واضح. ومع ذلك، انتهت الانقسامات الطبقية والثقافية باجتماعاتهم أنها آلت لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. (11: 17-18). فالطبقة العليا، لم ترغب في تناول الطعام مع تلك الطبقة الاجتماعية الأدنى، ومن الواضح أن هذا دفعهم إلى التجمع في وقت مبكر لتجنب الفقراء. بحلول الوقت الذي يصل فيه مؤمنو الطبقة العاملة، الذين ربما تأخروا بسبب قيود وظائفهم، فإن الطعام بأكمله يكون قد نفَذ. والفقير يعود إلى بيته جائعًا (11: 21-22). لقد فشل الأغنياء في تقدير إخوتهم من الفقراء كأعضاء مساوين لهم في جسد المسيح (11: 23-32).

كانت انتهاكات كورنثوس خطيرة جدًّا لدرجة أن ما كان من المفترض به أن يكون عشاء الرب صار بدلًا من ذلك عشاءهم الخاص: “فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ.” (11: 20-21). إذا كان الهدف بأكمله هو فقط أن يتناول المرء عشاءه الخاص، إذًا فإن تناول الطعام الخاص به في المنزل سيكون كافيًا. هكذا سأل بولس الأغنياء، ” لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟” (11: 22). ومع ذلك، يتضح من طبيعة إساءة الاستخدام أن كنيسة كورنثوس شاركت بانتظام في العشاء الربَّانيّ كوجبة كاملة.

وقد كانت إحدى الأطروحات تقترح أن الانتهاكات في كورنثوس قادت بولس لوضع حد لإقامة هذه الوجبة. لهذا نحن نتساءل، هل من الممكن أن ينقلب بولس بمفرده على شيء أسَّسه يسوع بنفسه، وعلَّم به باقي الرسل الآخرين ويُمارَس في جميع الكنائس؟ لقد قيل إن أفضل ترياق لإساءة استخدام شيء ما ليس هو عدم استخدامه، بل استخدامه على نحوٍ سليم. فالحل الذي قدمه بولس لإساءة استخدام كورنثوس للوجبة لم يكن هو التخلص منها. ولكن بدلًا من ذلك كتب بولس: “حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (11: 33). فقط أولئك الذين يتضوَّرون جوعًا حتى أنهم لا يستطيعون انتظار الآخرين، قد صدرت التعليمات لكل واحد فيهم بأن “يَأْكُل فِي الْبَيْتِ.” (كورنثوس الأولى 11: 34). وقد حذر المفسر تشارلز كينجزلي باريت C. K. Barrett قائلاً: “إن قصد بولس هو أنه إذا كان الأثرياء يرغبون في تناول الطعام والشراب على كُلفتهم الخاصة، والتمتع بالطعام الأفضل من الذي لإخوتهم الأشد فقرًا، فعليهم القيام بذلك في المنزل؛ إذا لم يستطيعوا انتظار الآخرين (الآية 33)، إذا كان يجب عليهم أن ينهموا حتى التُّخمة، فعلى الأقل يمكنهم أن يحافظوا على الوجبة المشتركة للكنيسة خالية من الممارسات التي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى فقدان الثقة فيها. . . إن بولس يقصد ببساطة أن أولئك الذين يعانون من الجوع حتى أنهم لا يستطيعون انتظار إخوتهم يجب أن يشبعوا جوعهم قبل أن يغادروا المنزل، ومن ثمَّ يسود الاحتشام والنظام على هذا التجمُّع”.[[3]]

باختصار، من الواضح من الكتاب المقدس أنه في الكنيسة الأولى كان الخبز والخمر في العشاء الربَّانيّ يتم تناولهما في سياقِ وليمة مقدسة. لم يكن التواصل يتم من خلال العناصر مع الرب فقط، بل أيضًا بعضهم مع البعض من خلال وجبة. هذه الممارسة في الكنيسة الأولى كانت تبني شركة الجماعة والوحدة، وتبني الكنيسة وتجسِّد الوليمة الأُخروية القادمة. إن احتفال العشاء الربَّانيّ كوجبة فعلية يشبه مَرانًا لعشاءِ عيدِ عُرْسٍ كبير في اليوم الآتي.

 

رأي أساتذة اللاهوت

ويميل رأي العلماء بوضوح نحو الاستنتاج بأن عشاء الرب كان يُؤكَل أصلًا كوجبة كاملة. على سبيل المثال، في عمله الضخم لاهوت العهد الجديد، ذكر دونالد غوثريDonald Guthrie أن الرسول بولس “يضع عشاء الرب في سياق وجبة الشركة”. [[4]] غوردون فِي Gordon Fee، محرر سلسلة التفسير الإنجيلية البارزة The New International Commentary، التفسير الدولي الحديث للعهد الجديد، أشار إلى “حقيقة أنه على الأرجح في الكنيسة الأولى كان عشاء الرب يؤكل هو نفسه كوجبة، أو بالاقتران مع وجبة”. كما أشار فِي إلى أنه “من البداية، لم يكن العشاء الأخير بالنسبة للمسيحيين عيدَ فصحٍ مسيحيٍّ سنويّ، بل وجبة متكررة بانتظام [لإكرام الرب]، وبالتالي فهي عشاء ربَّانيّ”. [[5]]

 

ولاحظ غروغان W. Grogan، وهو يكتب في قاموس الكتاب المقدس الجديد The New Bible Dictionary، أن “طريقة إدارة الإفخارستيا تبين أنها وضعت في سياق عشاء الشركة. . . والفصل بين الوجبة أو وليمة المحبة وبين الإفخارستيا يقع خارج أوقات كتابة العهد الجديد”. [[6]] في تفسيره

لكورنثوس الأولى، لاحظ تشارلز كينجزلي باريت أن “العشاء الربَّانيّ كان لا يزال في كورنثوس كوجبة عادية تتصل بها أفعال ذات أهمية رمزية، عوضًا عن كونها وجبة رمزية بحتة”. [[7]]

وفقا للدكتور جون غوش John Gooch، محرر دار النشر اتحاد الميثوديستThe United Methodist Publishing House، فإنه “في القرن الأول، لم يكن العشاء الربَّانيّ هو فقط الخبز والكأس بل وجبة كاملة”. [[8]] وخلص الأستاذ جاروسلاف بيليكان J.J.Pelikan، الأستاذ في جامعة يال، إلى أنه “في كثير من الأحيان، إن لم يكن دائمًا، تم الاحتفال بعشاء الرب عن طريق إعداد وجبة مشتركة”. [[9]]

 

الاستشراف: تركيز مستقبليّ

وفقا لفريتز راينكر Fritz Reinecker “كان عيد الفصح بمثابة احتفال بحدثين، الخلاص من مصر والخلاص المسيَّاني المتوقَّع أن يأتي”. [[10]] كان لهذا الاحتفال جوانب تذكارية وكذا تطلُّعية. عندما حول يسوع عيد الفصح إلى عشاء الرب، أعطاه أيضا كلا الجانبين التذكاري والتطلُّعي. إذ ينظر إلى الوراء متذكِّرًا ذبيحة يسوع بوصفه خروف الفصح النهائي، الذي يخلِّص شعبه من خطاياهم. وكذا يتطلع إلى الوقت الذي سيأتي فيه يسوع ويأكله مرة أخرى معنا. يقول إقرار الإيمان المعمداني لعام 2000: “العشاء الربَّانيّ هو عملُ طاعةٍ رمزي حيث يُحيِي أعضاء الكنيسة، من خلال المشاركة في الخبز وثمر الكرمة، ذكرى موت الفادي ويتوقَّعون مجيئه الثاني”. [[11]]

كتب رالف مارتن R.P. Martin، أستاذ العهد الجديد في كلية فولر اللاهوتية

أن هناك “إيحاءات أخروية” لعشاء الرب “في تطلُّع إلى المجيء في المجد”. [[12]] كان ملكوت الله المستقبلي حاضرًا بقوة في ذهن الرب خلال العشاء الأخير. ذكر يسوع المستقبل أولًا المستقبل في بداية الفصح: “إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ.” (لوقا 22: 16).

“حتى” (ἕως ὅτου هيوس هوتو) هي كلمة تطلُّعية. استخدام يسوع لكلمة “يُكْمَلَ” تشير إلى أن هناك شيء نبوي حول ذلك الأمر.

ذكر يسوع المستقبل مرة ثانية عندما كان يمرر الكأس:

“لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ.” (لوقا 22: 18). كل مرة نتشارك فيها الكأس، علينا أن نستحضر إلى أذهاننا وعد يسوع بالعودة وشربه مرة أخرى معنا في وليمة عُرْس الخروف. وبعد العشاء وأشار إلى المستقبل للمرة الثالثة، قائلا: “وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي.” (لوقا 22: 29، 30).

وهكذا نرى أن يسوع قد أعطى لعشاء الرب العديد من الجوانب التطلُّعية. وبوصفه وجبة كاملة، فإنه يُنبئ بعشاء عُرْس الحمل. عندما نشارك في الكأس ينبغي أن نتذكر

كلماته: “إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ.” (لوقا 22: 18).

أعلنت الموسوعة البريطانية أن “المسيحية الباكرة اعتبرت هذه العادة بمثابة تكليف. . . إذ تعلمنا أن نعرف، حتى في هذه الحياة، أفراح الوليمة السماوية العتيدة أن تأتي في ملكوت الله… فالماضي والحاضر والمستقبل، يتلاقون معًا في الإفخارستيّا”. [[13]]

 

الوظيفة رقم 1 – الشركة

في الفكر اليهودي القديم، كان تناول الطعام مع شخص رمزًا للقبول والشركة. وهكذا، في رؤيا 3: 20، عرض يسوع “العشاء” (δειπνέω ديبنيو) مع أي شخص يسمع صوته ويفتح الباب. واحدة من البركات الكبرى في الاحتفال بالعشاء الربَّانيّ كوليمة فعلية هو الشركة الأصيلة التي يتمتع الجميع بها. هذه الشركة في إطار الوليمة واضحة في سفر الأعمال. فالقراءة العابرة لأعمال الرسل 2: 42 تشير إلى أن الكنيسة كانت مكرسة لأربعة أشياء: تَعْلِيمِ الرُّسُل، وَالشَّرِكَة، وَكَسْر الْخُبْز، وَالصَّلَوَات. ومع ذلك، يكشف الفحص الدقيق أن هناك ثلاثة أشياء فقط كانوا مكرسين لها: تَعْلِيم الرُّسُل، وَالشَّرِكَة في كَسْر الْخُبْز، وَالصَّلَوَات. (في اليونانية ترتبط عبارة “زمالة” و “كسر الخبز” معا الأنشطة في وقت واحد.) [[14]] كان رأي فريدريك فايفي بروس F.F. Bruce أن الشركة المذكورة في أعمال الرسل 2: 42 يتم التعبير عنها عمليًّا في كسر الخبز. [[15]] كانت لديهم شركة بعضهم مع البعض بينما يكسرون الخبز معًا. يخبرنا لوقا أيضًا أن هذا التناول للطعام يتم “بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ” (2:46). إن هذا يبدو واعدًا، أليس كذلك؟

العديد من الكنائس تحتفل بالعشاء الربَّانيّ في جو جنائزي. بينما يعزف الأرغن لحنًا تأمُّليًّا. وتنحني كل الرؤوس وتنغلق كل العيون بينما يفحص الناس نفوسهم بهدوء واستبصار بحثًا عن خطايا غير مُعتَرَف بها. وأمامهم، توضع العناصر على مائدة مستطيلة، مغطاة بقطعة قماش بيضاء، تقريبًا مثل النعش في جنازة. يقوم الشمامسة العابسون، كحاملي نعوش، بتوزيع العناصر.

لاحظ اللاهوتي الهولندي كارل ديدنز Karl Deddens أنه “تحت تأثير النزعة التقوية والتصوُّفية، يستيقظ شعور [عدم الاستحقاق] داخلهم، ويخاف المرء منهم أنه قد [يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ]. أما أولئك الذين لا يزالون متمتعين بما يكفي من الجرأة للذهاب إلى مائدة الرب، فوجوههم تشير إلى أن ما يجري هو جنازة لا احتفال”. [[16]] هل هذا حقا يتماشى مع تقليد الرسل بشأن العشاء الربَّانيّ؟

كان بولس ينتقد الممارسة التي لا تليق باستحقاق التناول (كورنثوس الأولى 11: 27)، ولم يكن ينتقد البشر غير المستحقين. فالممارسة غير المستحقة كانت تكمن في حالة السكر على مائدة الرب، وعدم تناول الطعام معًا، والتسبب في عودة الفقراء إلى ديارهم في جوع وانكسار. هذا الفشل من قبل الأغنياء في إدراك إخوتهم الأفقر هم جزء من جسد الرب أدى إلى حكم إلهي: منهم كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. (كورنثوس الأولى 11: 27-32). في الواقع، يجب على كل شخص أن يفحص نفسه قبل أن يصل إلى مقام التأكد من كونه غير مذنب بنفس الخطية الجسيمة؛ ألا وهي الفشل في إدراك عضوية أخوته المؤمنين في جد الرب. (كورنثوس الأولى 11: 28-29). ريثما حكمنا على أنفسنا، يمكننا أن نأتي لتناول الوجبة دون خوف من الدينونة وأن نتمتع بشركة عشاء الرب كوليمة عُرْس حقيقية كما قُصِد لها أن تكون.

غالبا ما تربط التفسيراتُ العشاءَ الربَّانيّ مع عبارة “كسر الخبز” في جميع أجزاء سفر الأعمال.

وذلك لأن لوقا، الذي كتب سفر الأعمال، سجَّل في إنجيله أن يسوع أخذ الخبز وكسره في العشاء الأخير (لوقا 22: 19). إذا كان هذا الاستنتاج دقيقا، فهذا يعني أن الكنيسة الأولى كانت تتمتع بالعشاء الربَّانيّ كوقت للشركة والسرور، تمامًا كما يستمتع المرء على وليمة العُرْس.  اعتبر فريدريك فايفي بروس أن عبارة “كسر الخبز” تدل على “شيء أكثر من المشاركة العادية للطعام معًا: لا شك ن في هذا إشارة إلى الاحتفال العادي بعشاء الرب. . . ويبدو أن هذا الاحتفال شكَّل جزءًا من وجبة عادية “. [[17]]

رجل في منتصف العمر، مؤمن حديث العهد بالمسيح والكنيسة، جلس خلال عدد من خدمات الأحد التقليدية. وأخيرا قال: “أرى الناس يحيون بعضهم البعض قبل الخدمة مباشرة. وبمجرد أن تنتهي يعانقون بعضهم البعض وداعًا وسرعان ما يعمدون إلى منازلهم. إنني لا أجد فرصة للتعرف على أي شخص منهم. ما هو المُكافِئ المسيحي المكافئ لحانة الحيّ؟”[[18]] الاحتفال بالعشاء الربَّانيّ أسبوعيا كوجبة شركة متأنيَّة هو الجواب الكتابي لسؤاله. إننا جميعًا نرغب في العلاقات الكنسية الحقيقية ذات المعنى، ليس فقط كنيسة تمتاز بالودِّ ولكن كنيسة نجد فيها أصدقائنا. العشاء الربَّانيّ يمكن أن يساعد على جعلِ هذا حقيقةً واقعة.

للحصول على أقصى استفادة من جانب الشركة في الوجبة المقدسة، فإنه ينبغي الاحتفال بها مرارًا. أكل المؤمنون الأوائل العشاءَ الربَّانيّ أسبوعيًّا باعتباره واحدًا من الأغراض الرئيسية لمجيئِهم معًا ككنيسة كل يوم من أيام الرب (الآحاد). وحكمت الموسوعة البريطانية على العشاء الربَّانيّ بأنه “الطقس المركزي للعبادة المسيحية” و”قد كان عنصرًا لا غنى عنه في الخدمة المسيحية منذ الأيام الأولى للكنيسة”. [[19]]

أول دليل على الشركة الأسبوعية يرجع إلى القواعد اللغوية. بالنسبة للمسيحيين، الأحد هو “يوم الرب” (الرؤيا 1: 10)، اليوم الذي قام فيه يسوع من الموت.

وهذا يترجم صياغة فنية فريدة من نوعها في اليونانية ( κυριακός ἡμέρα كيورياكوس هيميرا). إنه حرفيا “اليوم الذي ينتمي إلى الرب”.

عبارة “ينتمي إلى الرب” تأتي من κυριακό كيورياكوس، والتي توجد في العهد الجديد فقط في رؤيا 1: 10 وفي كورنثوس الأولى 11: 20، حيث يشير إلى العشاء “المُنتمي للرب” (Κυριακὸν δεῖπνον). يجب عدم تفويت العلاقة بين هذين الاستخدامين النحويين المتطابقين وغير المعتادين. العشاء المنتمي للرب كان يؤكل كل أسبوع في اليوم المنتمي للرب. فيوم الرب، وعشاء الرب كانا متلازمين معًا كصفقة واحدة مرةً في الأسبوع.

وتوجد المزيد على مزيد من الأدلة للاحتفال الأسبوعي بالعشاء الربَّانيّ في السبب الواضح الوحيد في الكتاب المقدس الكامن وراء اجتماع الكنيسة بانتظام: لتناول عشاء الرب. في أعمال 20: 7، يقول لوقا: “وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا،” تُعرف عبارة “لِيَكْسِرُوا خُبْزًا” في سفر أعمال الرسل 20: 7 باسم المفعول لأجله الذي يشير إلى غرض أو هدف الفعل. كانوا يلتقون من أجل كسر الخبز.

مكان آخر ينص فيه العهد الجديد على الغرض من تجمع الكنيسة هو كورنثوس الأولى 11: 17-22. كانوا “يجْتَمِعُونَ” (11: 17) لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. لأنهم حِينَ يجْتَمِعُونَ فِي “الْكَنِيسَةِ” (11: 18أ) كان لديهم انْشِقَاقَاتٍ عميقة. وهكذا كتب بولس: “فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ.” (11:20). من هذا من الواضح أن السبب في اجتماعات الكنيسة الأسبوعية كان لتناول العشاء الرب.

الإشارة الثالثة والأخيرة إلى السبب الصريح وراء التجمُّع نجدها في كورنثوس 11: 33 “حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” كما كان من قبل، ينص هذا المقطع على أن سبب اجتماعهم هو تناول الطعام. ولئلَّا يبدو أننا نستنتج الكثير من القليل، يجب أن ندرك أنه لا يوجد أي سبب آخر إطلاقًا يقدمه الكتاب المقدس كغرض من الاجتماع المنتظم أسبوعيًّا في الكنيسة. ومن الواضح من الكتاب المقدس أيضًا أنهم كانوا يقضون أوقاتًا في العبادة والتعليم كل يوم أحد، ولكن التركيز المحرِّك للاجتماع كان هو شركة الجماعة.

تشير العديد من المصادر الباكرة من خارج الكتاب المقدس إلى احتفال الكنيسة بالعشاء الربَّانيّ أسبوعيًّا. أحدها هو الدفاع الأول ليوستينوس الشهيد Justin Martyr، الذي كُتِب في منتصف القرن الثاني. مصدر آخر هو الديداخي. حوالي 200 ميلادية يكتب هيبوليتوس Hippolytus عن خدمة العبادة النموذجية في روما، والتي شملت العشاء الربَّانيّ. تستمر ممارسة كنيسة العهد الجديد للاحتفال بالوجبة المقدسة أسبوعيًّا في الأرثوذكسية والكاثوليكية. كما دافع المفكر البروتستانتي جون كالفن عن الشركة الأسبوعية للجماعة. [[20]] إن الشركة والتشجيع اللذين يتمتع بهما كل عضو في هذا التجمع الأسبوعي هائلان. هذا الجانب من اجتماع الكنيسة يوم الأحد لا ينبغي هرولته أو استبداله. ومن المهم أيضا أن نواظب على تعليم الرسل والصلاة، ولكن ليس على حساب العشاء الربَّانيّ الأسبوعي. فالاحتفال بالوجبة المقدسة أسبوعيًّا يضيف ديناميكية لاجتماعات الكنيسة لا يمكن مضاهاتها.

 

الوظيفة رقم 2 – الوحدة

الاحتفال بالعشاء الربَّانيّ كل أسبوع كوجبة شركة يقطع شوطًا طويلًا في بناء الوحدة. من المهم أيضا شكل العناصر ومظهرها. هناك إشارة في الكتاب المقدس إلى أن كأس الشكر هو كأس واحد (كورنثوس الأولى 10: 16) ورغيف واحد فقط: “فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.” (كورنثوس الأولى 10: 17). [[21]] فاستخدام كأس واحد ورغيف واحد يصوِّر أننا واحد في المسيح. أما صورة كِسَر الفتات والأكواب المتعددة توحي بالانقسام، والانشقاق، والفردانية. الخبز

والخمر ليسا تذكيرًا فقط بجسد يسوع ودمه، ولكن أيضا بوحدتنا في المسيح.

الرغيف الواحد لا يصوِّر فقط وحدتنا في المسيح، ولكن وفقا لكورنثوس الأولى 10: 17 فهو يخلق الوحدة! لاحظ بعناية صياغة النص الموحى به. “[فَإِنَّنَا] نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، [لأَنَّنَا] جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. (كورنثوس الأولى 10: 17). كتب أحد العلماء أن عشاء الرب “كان يقصد له أن يكون من وسائل تعزيز وحدة الكنيسة. . .”[[22]] وقال أستاذ العهد الجديد جيرد ثيسن Gerd Theissen: “لأن الكل قد أكلوا جزءًا من نفس العنصر، فقد أصبحوا في وحدة جاءوا فيها على مقربة من بعضهم البعض كأعضاء في نفس الجسد، كما لو أن الحدود الجسدية بين الناس قد انتُزعت من وسطهم.” [[23]]. وفي تفسيرهما لكورنثوس، خلص روبرتسون وبلومر Robertson and Plummer إلى أن “الرغيف الواحد هو رمز وأداة للوحدة”. [[24]] كتب غوردون فِي: “إن تماسُك شركة المؤمنين يُنشِئُها تقاسم [رغيف واحد] بينهم جميعًا.” [[25]]

البعض في كورنثوس كانوا مذنبين بالتناول من عشاء الرب بممارسة لا تليق باستحقاق التناول (كورنثوس الأولى 11: 27). الانقسام الطبقي المُخزي نفذ في قلب الوحدة التي تم تصميم العشاء الربَّانيّ ليرمز إليها. ما هو الحل الذي يقدمه بولس للقاءات الضارة؟ “إِذًا يَا إِخْوَتِي، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.” (كورنثوس الأولى 11: 33). جزء من السبب أن الكورنثوسيين لم يكونوا متحدين هو على وجه التحديد لأنهم فشلوا في أكل عشاء الرب معًا، كوجبة فعلية، تتمحور حول كأس واحد ورغيف واحد. ففي عشاء الرب نعبر عمليا عن وحدتنا في المسيح. صلى يسوع “لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.” وتعكس هذه الممارسة الأساسية المفتاحية الصورة الأبدية الكبيرة للكنيسة والمسيحية: “جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.” (أفسس 4: 4-6).

 

الوظيفة رقم 3 – التذكير

العشاء الربَّانيّ هو علامة العهد الجديد. ثمرة الكرمة ترمز إلى “دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ” (مت 26: 28). والخبز يرمز إلى جسد يسوع. والغرض من أي علامة عهد هو التذكير بوعود العهد. وهكذا قال يسوع أنه علينا أن نشترك في الخبز “لِذِكْرِي.” (لك 22:19). الخبز والخمر يستحضران لذاكرتنا جسد المسيح ودمه الذين بذلهما من أجلنا.

 

اقتراح

كما تبين أعلاه، هناك اتفاق عام داخل الأوساط العلمية على أن الكنيسة الأولى احتفلت بعشاء الرب كوجبة حقيقية. ومن المؤسف أن الكنيسة بعد الرسل لم يكن لها أي استخدام لهذه الممارسة. وفقا للدكتور ويليستون ووكر Williston Walker، الأستاذ المحترم جيدا لتاريخ الكنيسة في يال: “في الوقت الذي كتب فيه يوستينوس الشهيد دفاعه في روما (153)، اختفت الوجبة المشتركة، وارتبط العشاء بالتجمّع بهدف سماع، كسِرٍّ اختتاميّ”. [[26]]

لقد حادت الكنيسة على مر التاريخ عن أنماط العهد الجديد في غير موضع. على سبيل المثال، لم تكن معمودية المؤمنين بالتغطيس لم يسمع بها أساسًا في العالم المسيحي لأكثر من ألف عام. ولكن منذ وقت الإصلاح فإن هذا التقليد الرسولي الذي طال إهماله عادت ممارسته مرة أخرى على نطاق واسع. وهناك مثال آخر يوجد في فصل الكنيسة عن الدولة، وهو نموذج قدمه العهد الجديد تم تجاهله في تاريخ الكنيسة الأوروبية حيث التحم سيف الدولة بالصليب. ومع ذلك، فإن معظم المؤمنين اليوم تمسكوا مرة أخرى بالفصل بينهما. الكنيسة قد تفوتها نعمة هائلة في إهمال نمط ممارسة الكنيسة الأولى بشأن العشاء الربَّانيّ. إن كانت هذه هي ممارسة الكنيسة الأولى، ألا ينبغي لنا اتِّباع مثالهم؟

  • كان العشاء الربَّانيّ هو الغرض الأساسي لاجتماع كنيسة العهد الجديد في كل يوم من أيام الرب (الآحاد).
  • كان يُحتفَل به باعتباره وليمة، في جو عُرْس بهيج، الزفاف بدلا من الجو الجنائزي العابس.
  • وهناك فائدة كبيرة من تناول عشاء الرب كوليمة وهي الشركة والتشجيع اللذان يختبرهما كل عضو.
  • يؤكل عشاء الرب كوليمة، العشاء يقدم تمثيلًا لعشاء عُرْس الخروف وفيه عنصر تطلعيّ.
  • في سياق هذه الوجبة الكاملة، يجب أن يكون هناك كأس واحد ورغيف واحد يرمزان إلى وحدة جسد المؤمنين.
  • الخبز والخمر يرمزان إلى جسد يسوع ودمه. كما أنهما بمثابة تذكير لوعد يسوع بأن يعود ويأكله معنا مرة أخرى (آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ!).

أسئلة للمناقشة

  1. ما هو الإجماع العلمي بشأن كيفية احتفال الكنيسة الأولى بالعشاء الربَّانيّ؟ لماذا هذا الإجماع هامًّا؟
  2. كيف كان التركيز الأصلي في عشاء الرب له جانب تذكُّريّ وآخر تطلُّعيّ؟
  3. باعتبار سفر الأعمال 2: 42-47 يشير إلى العشاء الربَّانيّ، كيف تصف حالتهم المزاجية؟
  4. ما هو السبب اللاهوتي الذي قدمه بولس لاستخدام رغيف واحد في العشاء الربَّانيّ؟
  5. ما هي المؤشرات الموجودة في كورنثوس الأولى 11: 17-22 أن عشاء الرب كان يؤكل كوجبة فعلية؟
  6. لماذا كلمة “إِلَى” في كورنثوس الأولى 11: 26 تشير إلى الغرض وليس المدة فقط؟
  7. ما هي “الممارسة التي لا تليق بالاستحقاق” التي جعلت البعض في كورنثوس مجرمين ضد جسد الرب ودمه (كورنثوس الأولى 11: 27)؟ كيف ينبغي أن يؤثر ذلك علينا اليوم؟
  8. ما هو الحل الموحى به في كورنثوس الأولى 11: 33-34 لإساءة استخدام العشاء الربَّانيّ؟
  9. ما هو السبب الوحيد المُقدَّم في العهد الجديد لتفسير اجتماع الكنيسة الأولى معًا كل يوم من أيام الرب؟ ما هو الدليل على معدل تكرار الكنيسة الأولى لممارسة العشاء الربَّانيّ؟
  10. ما هي البركات التي يمكن أن تفوّتها الكنيسة من خلال عدم الاحتفال بعشاء الرب كوجبة مقدسة؟

 

[1] Bauer, Arndt, Gingrich, Danker, A Greek-English Lexicon of the New Testament (Chicago, IL:  University of Chicago Press, 1979) p. 173; (used in 1 Corinthians 11:20).

[2] فكرة تصوير السماء كوليمة عشاء في محضر الله يمكن أن تكون قد تولَّدت نتيجة الخبرة المكتسبة في سيناء. حيث ذهب شيوخ إسرائيل مع موسى إلى قمة الجبل. لاحظ موسى أن الله “لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.” ولكنهم بدلًا من ذلك “رَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.” (الخروج 24: 11).

[3] C. K. Barrett, “The Fist Epistle to The Corinthians,” Black’s New Testament Commentary, (Peabody, MA:  Hendrickson Publishers, 1968), p. 263 & 277.

[4] Donald Guthrie, New Testament Theology (Downers Grove, IL:

Inter-Varsity Press, 1981), p. 758.

[5] Gordon Fee, “The First Epistle to The Corinthians,” New International Commentary on the New Testament, (Grand Rapids, MI:  Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 1987), p. 532 & 555.

[6] G. W. Grogan, “Love Feast,” The New Bible Dictionary, ed. J. D.

Douglas, (Wheaton, IL:  Tyndale House Publishers, 1982), p. 712.

[7] C. K. Barrett, “The Fist Epistle to The Corinthians,” Black’s New Testament Commentary, (Peabody, MA:  Hendrickson Publishers, 1968), p. 276.

[8] John Gooch, Christian History & Biography, Issue 37 (Carol Stream, IL:  Christianity Today) p. 3.

[9] Jaroslav Pelikan, “Eucharist,” Encyclopaedia Britannica, ed. Warren Preece, Vol. 8 (Chicago:  William Benton, Publisher, 1973), p. 808.

[10] Fritz Reinecker & Cleon Rogers, Linguistic Key to the Greek New Testament (Grand Rapids, MI:  Zondervan, 1980), p. 207.

[11] “The Baptist Faith and Message,” sbc.net, accessed September 6, 2016.

[12] R. P. Martin, “The Lord’s Supper,” The New Bible Dictionary, ed. J. D. Douglas (Wheaton, IL:  Tyndale House Publishers, 1982), p.709.

[13] Pelikan, p. 808.

[14] في العديد من النسخ الإنجليزية هناك حرف عطف “و” بين “التعليم” و”الشركة”، ثم بين “الخبز” و “الصلاة”، ولكن ليس بين “الشركة” و “الخبز” (أعمال الرسل 2: 42). وذلك لأنه في بعض المخطوطات اليونانية عبارتَيّ “الشركة” و “كسر الخبز” ترتبطان معًا باعتبارهما نشاطين متزامنين (لا يوجد حرف العطف “καί كاي” بين الشركة وكسر الخبز.

[15] F. F. Bruce, Acts of The Apostles (Grand Rapids, MI:  Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 1981) p. 79.

[16] Karl Deddens, Where Everything Points to Him, translated by Theodore Plantinga (Neerlandia, AB: Inheritance Publications, 1993), p. 93.

[17] Bruce, p. 79.

[18] Conversation with the author, mid-1980s.

[19] Pelikan, “Eucharist,” p. 807.

[20]   David Koyzis, “The Lord’s Supper: How Often?”, Reformedworship.org, accessed September 1, 2016.

[21] NIV.

[22] Jaroslav Jan Pelikan, “Eucharist,”

Encyclopaedia Britannica, ed. Warren Preece, Vol. 8 (Chicago:  William Benton Publisher, 1973), p. 807.

[23] Gerd Theissen, The Social Setting of Pauline Christianity:

Essays on Corinth (Eugene, OR: Wipf & Stock Publishers, 1982), p.

165.

[24] Robertson & Plummer, The International Critical Commentaryon the Holy Scriptures of the Old and New Testaments, 1 Corinthians (New York: Charles Scribner’s Sons, 1911), p. 213.

[25] Gordon Fee, The New International Commentary On The New Testament, 1 Corinthians (Grand Rapids: Wm. B Eerdman’s, 2014), p. 515.

[26] Walker, p. 38.